الثلاثاء , 21 مايو 2024
أخبار عاجلة
الأمير السعودي والشيخ الإماراتي… قصة تحالف هش ترصده “بلومبرغ” وهكذا أوصلا الخليج إلى الهاوية

الأمير السعودي والشيخ الإماراتي… قصة تحالف هش ترصده “بلومبرغ” وهكذا أوصلا الخليج إلى الهاوية

على الرغم من أن التصريحات المتزامنة التي أصدرتها السعودية و3 من حلفائها لإعلان فرض العزلة على قطر مباشرة بعد الساعة السادسة صباحاً لم تحمل توقيعاً، فإنه لم يكن هناك شك في هوية من يقف وراءها.

إذ تحمل إجراءات وقف النقل البري والبحري وإغلاق المنفذ الحدودي الوحيد لقطر بصمة اثنين من أقوى قادة العالم العربي: ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد القائد الفعلي للإمارات العربية المتحدة، بحسب تقرير لمجلة بلومبرغ.

وكانت كل من السعودية والإمارات واليمن والبحرين ومصر قد أعلنت الإثنين الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة. كما أعلنت معظم هذه الدول إغلاق منافذها الجوية والبحرية مع قطر؛ ما يعد تصعيداً غير مسبوق في التوترات داخل دول مجلس التعاون الخليجي.

سلطة متزايدة

هذا التنسيق المشترك يبرز السلطة المتزايدة لكلا الرجلين اللذين تمتلك بلادهما ثروة نفطية هائلة وتشتريان الأسلحة من الولايات المتحدة.

لم يتوانيا عن استخدام هذه الثروة والأسلحة لتشكيل الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بدعمهما القادة والمجموعات التي يحبانها ومحاربة من لا يحبان. والآن يحظيان بدعم علني من الرئيس دونالد ترامب الذي يسعى لتشديد الموقف الأميركي ضد إيران.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن السياسة الجديدة التي يتبناها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المنطقة شجعت كلاً من السعودية والإمارات على اقتناص الفرصة لعزل قطر، حسبما يقول محللون.

كان الهدف المعلن هو الحرب على “الإرهاب المدعوم إيرانياً” والذي يزعمون أن قطر تساعد في تمويله. قال ترامب على تويتر يوم الثلاثاء، إن القادة العرب أخبروه بذلك خلال زيارته إلى السعودية الشهر الماضي.

أسفر قلب الطاولة على أغنى دولة في العالم من حيث دخل الفرد وذلك بفضل مخزونها الهائل من الغاز الطبيعي، عن وضع السعودية والإمارات في مواجهة بلد لا يزال حليفاً محورياً لأميركا ويستضيف مركز عمليات القيادة المركزية.

كما ترسل هذه الإجراءات رسالة قوية من بن سلمان وبن زايد إلى قطر، مفادها “في هذه المنطقة، نحن من ندير العرض”، بحسب بلومبرغ.

بحسب أيهم كامل مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا، “اسم اللعبة هو صعود هذا الثنائي باعتبارهما مهندسَي السياسة الإقليمية”، ويضيف: “كان هذا غير متوقع. ما كانت تفتقده دول الخليج بشكل كبير هو العمليات الاستراتيجية المفصلة. لكن هذه المرة كان الأمر مخططاً له بدقة”.

المصالح الراسخة

لكن، ما حققته هذه السياسة الهجومية لم يكن نجاحاً باهراً على الدوام. فالحرب التي قادتها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران علقت في مأزق دموي، وبسوريا فإن حلفاءها في تراجع مستمر أمام القوات المدعومة من روسيا وإيران. بينما تمر مصر بأزمة خانقة حتى بعد أن صبت الإمارات والسعودية مليارات الدولارات لمساعدة السيسي.

وبحسب بلومبرغ، “يتبنى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، بشكل أساسي، سياسة عدم التسامح مع أي نوع من المشاريع السياسية الجذرية، سواءً كانت سُنية أم شيعية”، هكذا وصف مختار عوض، الباحث في برنامج جامعة جورج واشنطن لدراسة التطرف، الأمر، مضيفاً: “عالقان في سعي لا ينتهي، مستخدمَين سياسة تبدو كأنها لا تؤتي أكلها”.

الأهداف المشتركة

بن زايد، البالغ من العمر 56 عاماً والمعروف بين الدبلوماسيين بـMBZ، كان من بين القادة الأوائل في المنطقة الذين تفاعلوا مع الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاماً، والذي تم تعيينه ولياً لولي العهد من قِبل أبيه الملك سلمان في 2015.

الأمير الطموح المعروف كذلك بـMBS والذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، برز إلى الساحة باعتباره القوة التي تقف خلف خطة الإصلاح التي رُفع النقاب عنها العام الماضي والتي تهدف إلى جر البلاد لنموذج أقرب إلى دبي بدلاً من أبوظبي- المحافظة التي يحكمها بن زايد، لكن العلاقة بين الاثنين اشتد عودها على كل حال.

وترى بلومبرغ أن “السياسة الهجومية السعودية-الإماراتية سياسة شخصية بشكل كبير”، هذا بحسب أندرو وينبيرغ الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. لكنها تحمل مخاطر، على سبيل المثال إذا خلف سلمان ملك لا يشارك الأمير محمد رؤيته. “كذلك الفشل في اليمن قد يضعف موقف الأمير في السعودية” بحسب الباحث.

وترى بلومبرغ أنه حين شعرت المملكة العربية السعودية والإمارات بأن قطر ما زالت خارج الصف بدأتا بقطع العلاقات الدبلوماسية.

يقول يزيد صايغ الباحث بمركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت، إنه “بفضل زيارة ترامب الأخيرة، ربما اعتقدوا أنه يقف خلفهم بسبب موقفه المناهض للإسلاميين ولإيران”، وأضاف: “ربما اعتقدوا أن هذا يعني أن بإمكانهم فعل ما يشاءون”.

وبعد أيام من الأزمة الخليجية، أجرى ترامب الأربعاء 7 يونيو/حزيران الحالي، اتصالاً هاتفياً بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأبلغه استعداده لإيجاد حل للأزمة وحرصه على استقرار الخليج.

والثلاثاء، كتب ترامب تغريدات أوحت بدعمه للحصار الذي فرضته تلك الدول على قطر التي ينتشر فيها 10 آلاف جندي أميركي.

وقالت الدوحة إن ترامب “أعرب عن استعداده لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية في الخليج، مؤكداً حرصه على استقرار المنطقة”.

وأكد مساعدو ترامب كذلك ضرورة أن تعمل قطر “وجميع دول المنطقة معاً لمنع تمويل المنظمات الإرهابية ووقف الترويج للأيديولوجية المتطرفة”.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب تحدث مع أمير قطر الأربعاء وعرض المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية مع دول عربية أخرى، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع في البيت الأبيض.