نواكشوط- في نهاية خمسينيات القرن الماضي وفي ذروة الرفض العربي الاعتراف باستقلال موريتانيا، حاولت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير مصافحة المختار ولد داداه الرئيس المؤسس لموريتانيا، خلال تدشين جسر في العاصمة العاجية أبيدجان.
ولكن رد ولد داداه كان قاطعا وحاسما “لن أصافح هذه اليد الملطخة بدماء الأبرياء في فلسطين، فنحن عرب، سواء قبِلنا العرب أو رفضونا”.
وخلال العقود اللاحقة، ظل الموقف ذاته يحكم الرؤية الموريتانية رسميا وشعبيا، وبذلت حكومة ما بعد الاستقلال جهودا مضنية من أجل القضية الفلسطينية، فجعلت منها عنوان معركة في الغرب الأفريقي، واحتضنت النضال الداعم لها، وآوت أعدادا من الفلسطينيين.
الرفض من المهد
الواقع أن الموقف الرسمي الموريتاني الداعم للقضية الفلسطينية، كان سابقا حتى على نشأة الدولة الموريتانية، فقبل استقلال البلاد بسنوات من الاستعمار الفرنسي، وقف النائب