“قنبلة القيصر”
يقول تقرير على موقع “روسيا اليوم”: إن “قنبلة القيصر” أسقطت بواسطة قاذفة استراتيجية سوفيتية من طراز “توبوليف – 95”.
وأضاف أن الطائرة القاذفة أقلعت بطاقم مكون من تسعة أفراد من مطار أولينيا العسكري في شبه جزيرة كولا، الواقعة في أقصى شمال غرب روسيا في الساعة 11:33.
ولفت إلى أنه جرى إسقاط القنبلة من ارتفاع 10500 كيلومتر، فوق موقع التجارب النووية بأرخبيل “نوفيا زيمليا”، وتعني الأرض الجديدة في المحيط المتجمد الشمالي.
قطر قبة السحابة المتوهجة 20 كيلومترًا
ما أن ابتعدت القاذفة الاستراتيجية السوفيتية إلى مسافة آمنة، حتى انفجرت “قنبلة القيصر”، وكان ذلك على ارتفاع 3700 كيلومتر من سطح الأرض.
تشكّلت سحابة ضخمة نتيجة الانفجار وصلت إلى ارتفاع 67 كيلومترًا، في حين بلغ قطر قبة السحابة المتوهجة 20 كيلومترًا.
موجة الصدمة حول العالم
دارت موجة الصدمة حول العالم ثلاث مرات، كما دمّرت موجة الانفجار جميع المباني الخشبية تقريبًا على مسافة عدة مئات من الكيلومترات من موقع التجارب النووية.
وميض الانفجار الرهيب كان مرئيًا من مسافة ألف كيلومتر، على الرغم من السحب الكثيفة التي كانت جاثمة فوق أرخبيل “نوفايا زيمليا”.
إثر ذلك تعطلت الاتصالات اللاسلكية لمدة ساعة تقريبًا في جميع أنحاء القطب الشمالي.
وميض الضوء شوهد على مسافة ألف كم
الوميض النووي استمر مدة ما بين 65 – 70 ثانية، فيما احتفظت السحابة النووية على هيئة فطر بشكلها مدة طويلة وكانت مرئية على مسافة عدة مئات من الكيلومترات.
على الرغم من سحابة الغطاء المستمرة، لوحظ وميض الضوء على مسافة تزيد على ألف كيلومتر، فيما سُجّل أن موجة الصدمة دارت حول العالم ثلاث مرات.
أقوى 3 آلاف مرة من قنبلة هيروشيما
بحسب مصادر مختلفة قدرت قوة انفجار قنبلة القيصر الحرارية، ما بين 50 إلى 58 ميغا طن، أي ما يعادل ملايين الأطنان من مادة “تي إن تي”.
كانت قوة انفجار هذه القنبلة الهيدروجينية الرهيبة، أقوى بنحو ثلاثة آلاف مرة من القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945، والتي تقدر قوتها بـ”13 كيلو طن.
حتى لا تتحطم النوافذ في موسكو
الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، قال مازحًا: إن الاتحاد السوفيتي لم يرفع قوة القنبلة إلى 100 ميغا طن، فقط كي لا تتحطم النوافذ في موسكو، هذه المزحة كان بها نصيب من الجد، وحينها خطط بالفعل لتفجير قنبلة حرارية بقوة 100 ميغا طن، لكن جرى التخلي عن الفكرة بسبب الأخطار البيئية. تلك التجربة الرهيبة في نفس الوقت أكدت إمكانية صنع قنبلة تصل قوتها إلى 200 ميغا طن.
حرب التجارب النووية
كان الاتحاد السوفيتي قد بدأ في تطوير الأسلحة النووية الحرارية منذ أواخر الأربعينيات تحت قيادة العالم الشهير أندريه ساخاروف.
تم تطوير أول مشروع للأسلحة النووية الحرارية، عام 1949، وجرى اختبار أول قنبلة هيدروجينية تحت اسم “آر دي إس – 6” في 12 أغسطس عام 1953، وكانت بقوة 400 كيلو طن.
قنبلة “آر دي إس – 6” السوفيتية، كانت على عكس القنبلة الحرارية الأمريكية التي فجرتها واشنطن في 1 نوفمبر عام 1952، صغيرة الحجم ومتكاملة ويمكن نقلها بواسطة طائرة قاذفة.
الاتحاد السوفيتي كان قد سعى في تلك الفترة إلى صنع قنابل حرارية بطاقة غير محدودة؛ بهدف تحقيق توازن في هذا المجال أمام الولايات المتحدة.
حظر تجارب الأسلحة النووية
لاحقًا وبعد مفاوضات طويلة، وقّعت دول الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا في 5 أغسطس عام 1963، معاهدة تحظر تجارب الأسلحة النووية في الفضاء الخارجي وتحت الماء وعلى سطح الأرض.
منذ ذلك الحين أجرى الاتحاد السوفيتي تجربة نووية واحدة فقط تحت الأرض، وكان ذلك في 24 أكتوبر عام 1990.
بعدها أعلن الاتحاد السوفيتي وقفًا اختياريًا من جانب واحد لتجارب الأسلحة النووية. روسيا بعد الاتحاد السوفيتي لا تزال تلتزم بهذا الوقف الاختياري للتجارب على الأسلحة النووية.
ومنذ أربع سنوات، نشرت وكالة “رويترز” فيديو للحظة انفجار “قنبلة القيصر”، وذلك عقب تصريح روسيا ببث الفيديو السري