الثلاثاء , 23 أبريل 2024
أخبار عاجلة
الإنذار قبل الغرق (رأي)

الإنذار قبل الغرق (رأي)

خبير استراتيجيات التنمية

وكالة الاتصال الاخبارية     دوّن أخي الهادي محمد المختار النحوي حول البكالوريا وأفاد أصدقاء صفحته بإحصائيات مهمة تُمكّن من مقارنة نسبة النجاح المعلنة البارحة في البكالوريا الوطنية (8%) مع نسب النجاح في بلدان أمكنني تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:
– المجموعة الأولى هي بلدان نتقاسم معها الجوار والإقليم وفوقنا في مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وتضم المغرب (نسبة النجاح في البكالوريا 68%) والجزائر (نسبة النجاح  في البكالوريا 61%) وتونس (نسبة النجاح في البكالوريا 57%).
– المجموعة الثانية هي بلدان تفوقنا كثيرا في مستويات التنمية ونجاعة السياسات العمومية وتضم  عُمان (نسبة النجاح في البكالوريا 82%) والإمارات العربية المتحدة (نسبة النجاح في البكالوريا 91%) والبحرين (نسبة النجاح في البكالوريا 98%) وفرنسا (نسبة النجاح في البكالوريا 93%)
– المجموعة الثالثةوهي أهم مجموعة في المقارنة إذ  تضم بلدان نتقاسم معها تقريبا نفس مستويات التنمية وتضم السينغال (نسبة النجاح في البكالوريا 37%) ومالي وكوت ديفوار (نسبة النجاح في بكالوريا كل منهما 29%). أعتقد أن المشكل ليس في طلابنا فهؤلاء يتميزون عادة في مسابقات المدارس العليا للهندسة  وفي بقية التخصصات في فرنسا وغيرها. المشكل  لابد أنه مُركّب ونتاج عقود من فشل السياسات العمومية في التعليم وقد يكمن في المناهج وفي طرق التدريس وفي  جدية ومؤهلات الإطار التربوي وفي منظومة التفتيش والإشراف والتقييم، لا بد من قلب الطاولة على منظومة تربوية أصبحت تشكل خطرا على المجتمع. أي مصير ينتظر 85% من طلابنا الممتحنين في بكالوريا 2021 (هذا بافتراض أن المؤهلين للدورة التكميلية سينجحون جميعا ونسبتهم 7% لتنضاف هذه النسبة إلى نسبة 8% التي أعلن نجاحها البارحة). المؤسف حقا هو حالة عدم  اهتمام النخبة السياسية بمصير شعبها وأجياله القادمة فهذه النخبة تطالب اليوم بحوار سياسي ان يكون مستقبل التعليم إلا موضوعا ثانويا مكملا لمواضيع المزايدات السياسية والمعارك الضارية لتحسين مستوى امتيازات النخبة السياسية.

إننا حين نواصل المسير في هذا الاتجاه نخلق الفشل ونوجه شبابنا إلى مسالك الضياع. هذا الوضع كارثي ولا يمكن أن يستمر.