الجمعة , 29 مارس 2024
أخبار عاجلة
دعوة للتأسيس لمستقبل أكثر هدوءا مع جارتنا التي تغبننا دائمًا

دعوة للتأسيس لمستقبل أكثر هدوءا مع جارتنا التي تغبننا دائمًا

تفيد كل المعطيات بهدوء وحصافة الرئيسين ،إنها فرصة كبيرة لتطوير العلاقات وإصلاح الاختلالات، إن التفاصيل بالنسبة لوجدان وطموح الشعوب وماضيهم أمور مهمة لا يمكن تجاوزها بسهولة بينما يمكن تذكرها عند كل مناسبة غير جيدة،تجعل الكل جاهزا لتذكر الماضي ،فقط بتشييد واقع صلب من تبادل المنافع وتوطيد الصداقة يمكن الوصول إلى ذلك الهدف ،وأعتقد أننا اليوم أمام فرصة كبيرة لإصلاح ما أفسده التاريخ أو أسس له في الاتجاه الآخر مع هذين الرجلين وانطلاقا من ذلك أدعو الرئيسين الفاضلين للعودة قليلا للتاريخ
بعد رحيل أول حكومة برئاسة المختار ولد داداه 1957 ضمت السينغال جزءا من الأرض الموريتانية (اندر لبيظ )إلى ارضها ،انها أرض موريتانية يمكن الوصول لها عبر (الوكحة)تماما كما يمكن الوصول ل(إبدِن،وبيرت،وانجاك)،وقد تم ربطه بالأراضي السينغالية عبر جسر فيدرب إلى جانب جسر محمد لحبيب أمير اترارزة الذي كان يربط إحدى جزر الأرخبيل بإندر السينغالي كمرفأ للتبادل التجاري بين الأجانب وإمارة اترارزة لبيع الصمغ العربي (العلك).
أرسلت “السينغال “الفرنسية مع الإدارة الموريتانية الموظفين السينغاليين الذين ظلوا الجبهة الحقيقية للإستعمار الثقافي الفرنسي داخل موريتانيا وكانوا ضمن المنظرين ل بيان 19،وكان بالمقابل الدافع للتدخل السينغالي الدائم في المشاكل الداخلية في موريتانيا خاصة تلك التي لها علاقة بالزنوج لدرجة إيواء حركة مسلحة .
وخلال مراحل الشد والجذب حاولت السينغال التأثير على مجرى النهر داخل أراضيها من خلال إحياء الأحواض النابضة ، وقد كان ذلك ثاني مراحل التوتر التي أوشكت أن تضع البلدان على حافة الحرب .(1989/2001).
وخلال العقد الماضي ظلت العلاقة تشهد توترات كبيرة بسبب مشكلة الصيادين ومشكلة المراعي .ففي حين تمنح موريتانيا للسنغال 400رخصة صيد للزوارق أي مايزيد على 150الف طن من السمك وبسعر تفضيلي 15 دولار للطن ، يصطاد السينغاليون نوعيات غير مسموحة لهم بها ،ويرفضون بالتالي شروط التفريغ عند نقطة العبور ،ولممارسة الضغط على الدولة الموريتانية تقوم الحكومة السينغالية بطرد المواشي الموريتانية عشرات الآلاف من الرؤوس التي تنتجع داخلها أشهرًا من السنة باستمرار .
كما تسمح السنغال للموريتانيين بممارسة التجارة هناك في ظروف جيدة ،وتستقبل موريتانيا عشرات الآلاف من العمال السينغاليين على صعيد عمال البناء والحرفيين وعمال البيوت.
موريتانيا والسينغال إضافة لذلك تشتركان في استغلال نهر السينغال على طول 760 كلم الذي يفصل بينهما ويعتبر بوابة على عالم آخر بالنسبة لكل واحدة منهما ،كما يربطهما استغلاله بعدة منظمات مشتركة في مجال تسيير النهر وفي مجال الكهرباء والري ، وأكثر من ذلك ينسقان في قضايا أمنية مهمة وتربطهم أواصر عديدة ،لكنهما اليوم يجربان شراكة غير تقليدية متعلقة بمورد الغاز ،المعلومات تفيد بأن الاحتياطي الكبير من الغاز يقع في الأراضي الموريتانية إلا أنه من أجل تسريع وتيرة الاستغلال قبل الطرفان بأحد النماذج العالمية المعمول بها في تقاسم الموارد المختلطة بين دولتين وهو أن يتم التقاسم بالتناصف حتى تتضح النسب الحقيقة خلال عملية الاستخراج ، وقد قبلت موريتانيا بهذا الخيار فترة رئاسة محمد ولد عبد العزيز تحت مجموعة من المغريات والإكراهات ،فكانت هناك بالنسبة للإغراءات فرص لإبرام صفقات خدمية كبيرة خاصة بالنسبة لرئيس متهم شخصيا بذلك ! وبالنسبة للإكراهات كانت موريتانيا تعيش ضائقة مالية كبيرة في أفق إقتصادي مسدود مع ارتفاع المديونية الذي أثر على قدرة الدولة على التحمل وبالتالي مصداقيتها وذمتها المالية الخارجية،وكان توقيع اتفاق بهذا الحجم سيمنحه بالون أكسجين للاستدانة ويزيده من رصيد ثقتها وهكذا وقعت الإتفاق دون الإستفادة من أخطائها الكبيرة مع وود سايد وكينروس وأم سي أم وغيرها.
نية تقوية التفاهم والتنسيق بين الرئيسين يجب أن تأخذ بعين الإعتبار المستقبل وتوضيح بنود الاتفاق لشعوبهم ،وهكذا من الضروري ان لايحاول احد بناء علاقة قوية بالتغطية على المشاكل القادرة على تفجير تلك العلاقة وإعادتها للصفر بل للحرب .إن على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يبنى علاقات استراتيجية مع الجارة السينغال ويتجاوز فيها تلك التراكمات وأي شيء يمكنه ان يجعلنا نلتفت إليها.
إن السينغال بنت مستقبلا كبيرا على هذه الثروة وتملك طموحا كبيرا حولها وعندما نصل لمرحلة التقاسم كما يمليها الإحتياطي فحينها سنكون أمام وضع آخر وقول المثل الحساني (اخير ترعاه سابك تلحكك).فمرحبا بضيفنا ماكي صال إذا كان يستوعب أن العلاقة بين موريتانيا والسينغال مرتبطة بالموضع قبل الموقع .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار